يجب أن نعي حقيقتين مهمتين عندما نتحدث مع اليهود ساعين إلى هدايتهم إلى الإسلام:
1) الله وحده القادر على هداية أي يهودي وما نحن إلا دعاة لله لا حول لنا سوى دعوتهم إلى طريق الحق وأن يتوبوا ويقبلوا الله رباً ومحمد نبياً. وعندما نقوم بدعوة أي يهودي يجب أن نتبع ذلك بالدعاء إلى الله بأن يهديهم ويشرح صدروهم، ومن هنا فإننا لسنا أكثر من دعاة أما النتيجة فهي مشيئة الله.
2) والحقيقة المهمة الثانية التي يجب أخذها بعين الإعتبار هي أن اليهود هم مثل بقية البشر يعتزون بهويتهم كما يعتز مثلاً الأمريكي أو المصري بهويته. مع الأخذ بعين الإعتبار بأنه ليس كل من يسمي نفسه يهودي هو بالضرورة مؤمن بالديانة اليهودية أو مؤمن بأن الكتاب المقدس موحى به من الله، وذلك يعني بالنتيجة بأن اليهودي قد يقبل الإسلام كدين له. وهويتهم تعني بأن لهم علاقة بقبيلة العبرانيين التي وجدت قبل ما يقارب من 3 الآف عام، هذه القبيلة التي إتبعت صور مختلفة من الأديان عبر تاريخها.
غالبية اليهود تخشى الإسلام فأما أن يظنوا فيه دين يحث على العنف أو مصدر خطر على نصوصهم المقدسة (التوراة والتلمود)، وهكذا فإن غالبيتهم يخشون كلا أو أحد هذين المفهومين. والناس بشكل عام يهاجمون ما يخشون أو ما يجهلون، لذا فإن أول الخطى في الدعوة هي التركيز على القواسم المشتركة، مثلاً نستطيع أن نبدأ بشرح مفهوم (كونك مسلم لا يتعارض مع قوميتك اليهودية). وكذلك يمكن إبراز حقيقة تشابه قواعد نظام تناول الطعام في الديانتين بالإضافة إلى القوانين الشرعية المشتركة.
ولكن يجب أن توضح بشكل لا لبس فيه بأن القرآن لم ينسخ عن الكتاب المقدس.
إن الصعوبة في هداية اليهود تتمثل في ثقافتهم، فصورة اليهودي في هذه الثقافة هو قديس و شخص خيّر،أما المسلمين فهم شياطين، شريرون، أو صورة نقيضة لليهودي.
مع أهمية التركيز على الحفاظ على هويتهم القومية، يجب أن نتصدى لهذه الصور النمطية السلبية حول الإسلام، حاول أن تشرح كيف أن اليهود عاشوا عصرهم الذهبي بسبب من حماية الإسلام، وكيف أن الإسلام يحارب الإرهاب (حاول أن لا تتطرق للقضايا السياسية، فأنت تستهدف أرواحهم لا اسواء ما فيهم).
حينما تنجح في تحسين صورة المسلم في أعماقهم، حينئذ تتقلص الفجوة بين اليهودي والمسلم لا بل وغير موجودة. وهكذا فأنت على المسار الصحيح للجمع بين قوميته كيهودي وبين قبوله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كخاتم الأنبياء وقبوله القرآن الكريم كالرسالة الخاتمة.
ركز بأن الله هولليهود كما هو لجميع البشر، وبأن محمد صلى الله عليه وسلم جاء لجميع العالمين مع الإستشهاد بأمثلة، وبأن الإسلام جاء لليهود كما جاء لغيرهم من البشر.
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل، آية 125.
إن التعابير المفتاحية في هذه الآية الكريمة هي (ادع)، (الحكمة)، (الموعظة الحسنة). وهناك عدد كبير من الدعاة والمنظمات الإسلامية في كافة أنحاء العالم إنطلقوا في مسيرتهم من وحي هذه الآية الكريمة.
ولهؤلاء الدعاة، فإن كلمة (ادع) تتضمن بالضروروة اللطف، الجذب، التأدب، الود، الإهتمام والتفهم، هذا بالإضافة إلى أمورة عدة أخرى. فنحن على سبيل المثال لا نستطيع دعوة غير المسلمين للإستماع إلى أي شيء عن الإسلام أو دراسة الإسلام أو حتى الإهتمام بهذا الدين إذا قمنا بدعوتهم بالكافرين أو نجسين أو أية ألقاب أخرى. فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يسمح لحسان بن ثابت بهجاء قريش.
يجب أن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم بأن لا نقوم بلعن الآخرين، وبهذا الأمر فإننا نظهر تحضرنا وأخلاقنا العالية كما حضنا عليها الإسلام وبالتالي نكون نحن أنفسنا أفضل دعاية للإسلام، وهو الأمر الذي يجب عليه الداعية المسلم. إن المسلمين الذين يلصقون بديننا الصفات السيئة عن طريق التصرف بشكل متعصب، أو بعنف، أو بضيق الأفق والتفكير، أو أية تصرفات أخرى غير إسلامية، فإنهم يجعلون من مهمة الدعاة المسلمين صعبة للغاية... إن تلك التصرفات غير السوية تدعم الصورة السلبية عن الإسلام في عالمنا المعاصر.
تذكر الأمر الذي وجهه الله عز وجل إلى موسى وهارون عليهما السلام (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) طه، ألآيات 43، 44.
حتى إلى فرعون الذي كان يقتل الناس بمراجل الزيت المغلي وأعلن نفسه إلهاً، الخ.. فإننا يجب أن نقوم بدعوته بطريقة ودية، فما بالك بمن هو أقل شراً منه.
ويجب أن يكون الناس المستهدفين بدعوتنا هم كافة الناس، يجب أن لا نستثنى اي إنسان على الإطلاق. هنالك تخمة من المواد الدعوية الموجهة لدعوة المسيحيين والملحدين، وبالمقابل فإن تلك المواد الموجهة إلى اليهود هي شبه نادرة حتى أنه لا يوجد ترجمة للقرآن الكريم على شبكة الإنترنت باللغتين العبرية والييدية (لغة يهود أوروبا الوسطى والشرقية)، ولا ترجمة مقبولة بالعبرية، ولا حتى بشكل عام أية مطبوعات إسلامية.
وهذا أمر مقلق بالرغم من حقيقة بأن (إسرائيل) محاطة بمائة مليون مسلم من جميع الجهات. إننا لا يجب أن نكون منتقين في موضوع الدعوة إلى الإسلام، فالكثير من المسلمين وصل بهم الحد في هذا الأمر بأن يستهدفوا المسلمين في دعوتهم بالرغم من وجود من هم أحوج إلى ذلك مثل اليهود.
الغاية: هي إيصال رسالة الإسلام وبعث حب الدين الإسلامي في نفوس الآخرين، ويجب أن لا تكون الغاية هي دفع الآخرين دفعاً نحو الإسلام لأنه يجب عليهم قبول الإسلام بإرادتهم الحرة دونما أية ضغوط من الآخرين. وإن قبل اي شخص الإسلام فإن الفضل والحمد لله ويجب أن لا نتوقف عند ذلك بل يجب أن نسنده بأية مساعدة قد يحتاجها بعد دخوله الإسلام. دورنا يتمحور حول مساعدة ذلك الإنسان لإكتشاف نفسه وإيجاد الوجهة الحقيقية والهدف الذي يبتغيه من حياته. إن معرفة الإسلام هي رحلة روحية له وسيتلقى العون والمساعدة من الله عز وجل، لذا فإن دورنا لا يتعدى مساعدة ذلك الإنسان بأية صورة نستطيعها في رحلته تلك.
المباديء:
(أ) المفاتحة والتقرب:
1) إن أفضل طرق إستهداف إنسان لهدايته هي تلك المبنية على اسس شخصية فهي تجعل غير المسلم أقرب فهماً إلى الإسلام، فقبل تأسيس حديث مع ذلك الشخص حاول أن تأخذ وقتك في فهم شخصه، عائلته، عمله... الخ، (ولكن بالقدر الذي يرغب هو به)، حاول أن تكون صديقاً مخلصاً له، ولا تنس بأن إظهار القدوة له في شخصك كمسلم ملتزم هي أفضل الطرق للدعوة إلى الإسلام.
ومن خلال محاولتك معرفة شخصيته حاول أن تبني إستراتيجية فعالة لشرح الإسلام له، إن كل شخص هو عالم قائم بحد ذاته ويجب أن تكون الطريقة المتبعة في هدايته نابعة من إشباع حاجاته، حاول أيضاً أن تعرف كم يعرف عن الإسلام، وعن الصور الخاطئة والقضايا الخلافية حول الإسلام في مخيلته، أما بالنسبة إلى قضية كيفية فتح أول حوار معه فإن أي مسلم مخلص وذكي لن يعدم الحيلة في ذلك. هنا بعض الأسئلة التي تعين على فتح أول حوار، مثلاً يمكن أن نبدأ بِ (كيف إبتدأت أول علاقة لك بالإسلام؟) أو (كيف عرفت عن مركزنا أو منظمتنا؟) أو يمكن بالسؤال عن بعض الأخبار التي للمسلمين ضلع بها ومن ثم ينحى بالسؤال إلى وجهة أخرى متعلقة بمعرفة ذلك الشخص عن الإسلام والمسلمين. قم بذلك بطريقة لطيفة ومحببة للنفس - لا تجعل الأمر يبدو وكأنه إستجواب أو مقابلة رسمية... إجعل الشخص المقصود يتحدث أكثر مما تتحدث أنت، اجعله يشعر بالراحة قدر الإمكان وتابع الحديث معه أو تعهد له بمنشورات حول الموضوع، وهذا الأمر يعتمد على طبيعة الموقف ومجريات الحديث.
2) لا تقضي وقتاً طويلاً في التحدث عن الإسلام مع اولئك الذين تلتقي بهم بشكل منتظم، فالجرعات صغيرة عن الإسلام يسهل هضمها واستيعابها، لا تقم بإعطاءه أي كتب أو ترجمة القرآن منذ البداية، دائماً إبدأ بكتيبات ومنشورات صغيرة أما الكتب الكبيرة وترجمة القرآن فيجب أن تقدم فقط بناءً على طلب ذلك الشخص. لا تعطي أكثر من كتاب واحد في المرة الواحدة وحاول أن تتابع ما تعطيه من كتب بأن تشرح ما غمض منها والإجابة على أي أسئلة قد تطرح.
3) حاول أن تعرف شيئاً عن الخلفية الثقافية للجماعات العرقية المختلفة في منطقتك، وكذلك عن اولئك الذي شرح الله صدرهم للإسلام... فهذا الأمر يساعد على بناء إستراتيجية دعوية لهذه الجماعات. فهذه الجماعات ليست متماثلة ويوجد لها خلفيات ونظرات مختلفة عن الإسلام وتشكل كل منها تحديات مختلفات للداعي. فالغربيون على سبيل المثال يعرف عنهم تمحيصهم لكل شيء وأنهم شكاكون في كل أمر لذا فإن الداعي يجب أن يشرح لهم كل شيء بتفصيل دقيق ويبرر طروحاته على إسس عقلية حتى يتمكن من تحقيق نتيجة في الدعوة إلى الإسلام. مثال آخر، يواجه اليهود مشكلة كبيرة مع عائلاتهم ومحيطهم اليهودي إن إعتنقوا الإسلام.
اليهود بشكل خاص يخشون من فقدان هويتهم القومية – لذا فإن الداعي يجب أن يؤكد على أن قبولهم للإسلام لا يعني تخليهم عن قوميتهم لحساب قومية أخرى.
كن عقلانياً وليس عاطفياً، وكن دمثاً في مفاتحتك ودعوتك حتى ولو كان الشخص المستهدف عدواني الطرح وعاطفي أو حتى ولو كان سباباً ولعاناً. كن محترماً له. لقد منح الله الإنسان عقلاً ليفكر وفؤاداً ليتحسس، وكل إنسان يتحمل عواقب أحاسيسه وأراءه. تجنب أن تكون صدامياً في طرحك ولا تشعر بأن عملية الدعوة هي معركة أو صراع يجب أن تكسبها.
5) لا تكن متعصباً في دعوتك للإسلام، وعندما تقرأ في حركات ووجه الشخص المستهدف بأنه فقد الإهتمام في حديثك فحينئذ انهيه، ومن ثم تستطيع أن تخفف من توتر ذلك الشخص عن طريق دعوته إلى فنجان من الشاي أو بأن تقدمه إلى شخص أخر في منظمتك الدعوية. تذكر دائماً بأن دعوة شخص إلى الإسلام هي عملية تحتاج إلى الصبر والجهد والوقت الكافي وأن النجاح لن يكون من نصيبك في جلسة واحدة أو حتى في عدة جلسات.
6) دع الشخص المستهدف يحدد ويقرر سرعة العملية. فلكل شخص يتعلم الإسلام تجربته الخاصة التي تختلف عن تجارب الآخرين لذا فإنه يجب أن يأخذ وقته الكافي للمرور في هذه التجربة. لا تحدد أي تاريخ يجب أن يعتنف الإسلام فيه ولكن قده بطريقة غاية في اللطافة وتقدم معه خطوة بعد خطوة كما يسمح بها تقبله الشخصي. من المهم أن يشعر الشخص المستهدف بأن لا يقبع تحت أي ضغط لأن هذا الضغط سيضعه في مزاج خاطيء لا يتقبل فيه الجمال والسلام الروحي للإسلام.
7) إن عملية الدعوة إلى الإسلام هي عملية تفاعلية وتبادل للآراء، لذا اجعل من هذه العملية عملية حوار وليس تلقين من طرف داعية إسلامي. هناك الكثير من غير المسلمين يملكون أفكاراً وبعض المعتقدات قريبة للإسلام وبالرغم من معرفتهم الضحلة بتعاليم الإسلام. وفي بعض الأحيان يقدمون في أحاديثم معنا أفكاراً وملاحظات مذهلة وذات عمق والتي قد تكون مفيدة لطريقة الدعوة وسبلها.
8) اذا حدث أن كان ممن تتحدث معهم هم مجموعة أكثر من خمسة أشخاص، فإن طريقة دعوتهم بالتاكيد تميل لأن تكون أقل شخصية كإعطاء محاضرة. في هذه الحالات يجب أن يفسح المجال في نهاية المحاضرة للأسئلة وكذلك أن توزع بعدها بعض الكراسات. وهذه اللقاءات الجماعية تمثل فرصة جيدة للداعية لأن يبني علاقة شخصية مع عدد كبير من الأشخاص.
9) بينت التجارب بان المجادلة هي أسلوب عقيم في الدعوة إلى الإسلام. فالمجادلة تعني الإيقاع بالخصم أرضاً عن طريق مهاجمة نقاط ضعفه. وقد يرى بعض المسلمين بأن المجادلة مصدر للمتعة النفسية لهم ولكنها تمثل تعذيب للمجموعات المضادة والتعذيب لا يجذب قلوبهم بل يبعدهم أكثر عن الإسلام. وهناك كثير من الحالات التي كسب بها المسلم مناظرة أو جدلاً وخسر بالمقابل الشخص المناظر.
10) توزيع المنشورات بشكل واسع وكذلك الطرق على ابواب البيوت هي وسيلة أثبتت بأنها جيدة. فعملية نشر المنشورات هي مثل عملية بذر الحبوب من طائرة، بعضها سيسقط على صخور، بعضها في بحيرات، بعضها في صحاري وبعضها بالضرورة ستسقط على أرض خصبة وستنبت... ويجب أن يؤخذ بعين الإعتبار في هذه الطريقة الدعوية بأن تكون المنشورات قصيرة ومختصرة بحيث يمكن قراءتها بين ثلاث إلى خمس دقائق، ويجب أن تحتوي هذه المنشورات على أرقام هواتف وعنوانين بعض المراكز الإسلامية في المنطقة.
لقد اتبعت المنظمات التبشيرية المسيحية أسلوب طرق أبواب البيوت وقد أثبتت هذه العملية بأنها وسيلة فعالة. في هذه الحالة يجب مراعاة الحيطة القصوى بأن تكون مهذباً جداً في عملية طلب إذن الدخول إلى البيوت وكذلك خلال النقاش، ويجب أن يختم اللقاء ويُنهى حال ما ترى بأن تعابير الشخص المقصود أصبحت غير مرتاحة ومتضايقة. ويجب أن تكون الزيارة الثانية للبيت معتمدة على رغبة أهل البيت وفي أوقاتهم المختارة.
(ب) مضامين الحديث :
1) حاول دائماً بأن تبرز جماليات الإسلام مثل وحدانية الله وعلاقة الإنسان المباشرة بالخالق، ودوماً أبدأ بالجوانب الأكثر وضوحاً.
2) حاول ما استطعت إلى ذلك سبيلا أن تعرف بالمباديء الأساسية والمركزية للإسلام. وحاول أن تتحاشى المواضيع الخلافية والتي لا يوجد عليها إجماع من العلماء مثل قضايا الإختلاف بين السنة والشيعة، ولكن سأل الشخص المستهدف عن أي من هذه القضايا فأعطة جواباً مختصراً قدر الإمكان وقده في النهاية إلى القضايا الأساسية. ولكن بالمقابل، إن لاحظت بأن هناك قضية تشغل الإنسان المستهدفة وهي غالباً ما تكون قضايا فهمت خطاً عن ديننا الحنيف، فيجب في هذه الحالة إعطاء الموضوع الوقت الكافي حتى تنجلي الصورة في ذهنه وتبدد كافة شكوكه.
3) ركز على عالمية الإسلام أو بمعنى آخر وضّح أن الله هو اله لا يخص شعب لوحده بل هو الله العالمين. ووضح أن الإسلام هو دين جاء مؤكداً ومكملاً لشرائع الأديان الأخرى وأن الإسلام هو نهاية وختام وحي الله الذي بدأ من سيدنا آدم عليه السلام، وبأن الإسلام في الحقيقة وفي محتواه يتمحور حول نفس القيم والمباديء التي جاءت بها الأديان السماوية الأخرى. اي أنه ليس دين جاء منعزلاً عن الأديان الأخرى ودونما أية علاقة بها، حاول قدر الإمكان عدم نقد وبالأخص عدم شتم صور الأديان الأخرى كما هي موجودة. وكلما أستطعت، لا تحاول أن تقارن الدين الإسلامي بالأديان الأخرى، فقط قم بشرح تعاليم الإسلام.
4) إنه من المناسب أن تقدم الإسلام على أنه حلاً للمشاكل الإجتماعية التي يعاني منها معظم الناس. إشرح كيف أن الإسلام يغطي جميع مناحي الحياة سواءً إجتماعية أو شخصية، وكذلك أنه يغطي القضايا المادية والروحية والنفسية... واشرح أن مباديء الإسلام واسعة وتجعل من تطبيقها أمراً مرناً وديناميكي وبالنتيجة فالإسلام هو دين يصلح لكل مكان وزمان.
5) قل الصدق دوماً. وسلح نفسك ما استطعت من المعرفة وخاصة حول الدين الإسلامي. لا تخمن على الإطلاق، فإن كنت لا تعرف أمراً ما أو جواباً لسؤال، أو أنك لست متأكد من ذلك الجواب، فاعترف بهذا الأمر وحينئذ حول السائل إلى من هو أعلم منك بالأمر أو قم بالبحث عن الجواب بنفسك من مصدر موثوق وقدمه له في لقاء آخر. كنت دائماً على إتصال مع شخصية أكثر منك معرفة تعود اليها في أي وقت يُطرح فيها سؤال عليك يُصعب الإجابة عليه. لا تحاول أن تعطي الشخص المستهدف أشرطة فيديو لمناظرات أو أية مواد أخرى يظهر فيها إساءة من أية نوعية له لأن مثل هذه المواد تؤدي بالنتيجة لأن يبني الشخص المستهدف حول نفسه جدر دفاعية يصعب بعدها النفود إلى نفسه.
6) لا تعتذر عن الإسلام ، فالإسلام وفي جميع مناحيه ومبادئه وتطبيقاته هو دين كامل موحى به من لدّن العلي القدير، وبالتالي فإنه لا يوجد ما يجب إخفاءه أو الإعتذار عنه أو الشعور بالخجل منه. لا تظهر إنزعاجك إن قام الشخص المستهدف بنقد الإسلام أو برفض أيٍ من تعاليمه، فمهمة الداعي هي تقديم الإسلام بأفضل صورة يستطيع عليها لذا فإن قبل ذلك الشخص الإسلام أو رفضه هي ليست مشيئتنا بل مشيئة الله عز وجل.
8) لا تخشى من أنك ستواجه النقد- غالباً ما ينتقد الناس الإسلام بناءً على ما يرونه من تصرفات المسلمين وبالطبع فإن الكثير من المسلمين لا يتبعون تعاليم الإسلام بشكل تام لا بل وبعضهم لا علاقة له بالإسلام على الإطلاق، يجب أن نعترف بذلك ونوضح أن الخطأ مرده إلى ضعف طبيعة مدعي الإسلام وأن ذلك الخطأ لا علاقة له بالإسلام الذي هو دين كامل وفيه الحل الأمثل لقضايا الحياة ويجلب السلام الداخلي و الإشباع النفسي الكامل لمعتنقه. لا تهاجم شخصيات الأديان الأخرى، فهذا الأمر غير فعال في مجال الدعوة ولا نتيجة منه سوى دعوة الشخص المستهدف لأن يهاجم المسلمين.
عندما يتقبل الشخص المستهدف الإسلام كدين له، يجب على الداعي أن يبني أولاً في ذلك الشخص العقيدة الإسلامية، وما هو سهل ومحبب في الدين الإسلامي. أما تفصيل شعائر الإسلام لذلك الشخص فأمر ياتي فيما بعد.
يجب أن نجعل كل إنسان يشعر بأنه "في بيته" في المركز الإسلامي الذي نحن فيه، وهذا يتضمن بأن يكون هنالك أماكن في المركز يشعر بها الإنسان بذاته وأن يتمتع في رفقة أخوته المسلمين ويتعلم أمور دينه. يجب أن لا يحس ذلك الإنسان وبأي صورة من الصور بأنه قادم طارئ.
إن أي مسلم لديه معرفة بأساسيات الإسلام يستطيع أن يكون داعية ناجحاً، ولكن فاعليته ستعتمد على قدرته على التواصل مع الأشخاص المستهدفين. يجب أن نكن الإحترام لغير المسلمين مهما كانوا بعيدين عن طريقنا، ويجب أن نؤمن بأن جميع البشر هم صناعة العلي القدير ولديهم نفس الإستعداد لأن يعرفوا الخالق عز وجل، وقد يهديهم الله ويصبحون أكثر إخلاصاً لإسلامهم منا نحن.
وأخيراً، تذكر أخي المسلم بأن الدعوة إلى الله هي فريضة واجبة علينا ويجب أن نؤديها على أكمل صورها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا إرضاءً لله عز وجل. لا تكن خائفاً، ومع أن عملية الدعوة إلى الإسلام هي مسؤولية كبيرة يجب الإيمان أننا لسنا وحدنا في ذلك الميدان فالله هناك يرعانا، وهو لا يبخل على عباده بالعون ما دام مخلصين له.
إن منظمة يهود من أجل الله قد جهزت بعض المقالات والكتيبات ونقاط النقاش التي يمكن أن تشرك بها من تعرف من اليهود، وها هنا بعض الوسائل التي يمكن بها أن تكون عنصراً مفيداً في مسعانا لجلب يهود الأرض إلى حضيرة الدين الإسلامي السمح:
أضف إعلاننا الصغير في موقعك، وشيفرة هذا الإعلان هي:
<a href="http://www.Jews-for-Allah.org"><img border="0" height="87" src="http://jews-for-allah.org/Jews-for-Allah-picbanner.jpg" width="334"></a></p>
أضف تلك المقالة إلى محرك البحث search engine
ألفت إنتباهننا إلى أية أخطاء إملائية أو قواعدية وجزاك الله خيراً.
نرغب بأن نترجم كامل موقعنا هذا إلى اللغتين العبرية (والييدية)، وكل جهدك ومها قل هو مثمن، فإن أعجبك مقال أو في موقعنا فقم بترجمته ولك مطلق الحق بالتصرف بذلك المقال ونشره بأي لغة كانت وخاصة باللغة العبرية واللغة الييدية.
إن كان عندك أية تعليقات أو مقترحات لتطوير موقعنا الألكتروني فزودنا بها وجزاك الله خيراً.
نحاول أن نقوم بنشر مجموعة من كتيباتنا مجاناً، ونحن الآن ننتظر أية مقترحات أو مساعدة لإتمام هذا الأمر.