الكفاح من أجل أرواح اليهود

 

 منذ اليوم الأول الذي أخرج فيه موسى عليه السلام اليهود من مصر بدأ الصراع من أجل أرواح اليهود، ولقد أظهر سيدنا موسى اشارات وتحذيرات عدة تحث اليهود على المحافظة على نقاء أرواحهم، وبنفس السياق كرس سيدنا عيسى عليه السلام حياته لتخليص أرواح اليهود. وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هدف في كثير من المحاولات بشمول الروح اليهودية في دعوته.

 

لقد تعرض الإيمان اليهودي لمحن عدة على مر التاريخ، فمن مذابح الصليبيين والنازيين لهم إلى الزاوج البيني الذي عرفه اليهود مع أتباع الديانات الأخرى... وكل تلك الأحداث كانت تمثل تحدياً حقيقياً لأتباع الديانة اليهودية.

 

جنود من نوع مختلف:

بعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت حركة متفردة في وسائلها للتقرب من اليهود، فأكثر من ثمانمائة مؤسسة تبشيرية صرفت أكثر من 250 مليون دولار من أجل إدخال اليهود في المسيحية دونما إكراه. وأكثر رواد تلك الحركة كان يهودي الأصل إعتنق المسيحية في عام 1953 يدعى موشيه روسين،  لقد كان طموح موشيه متقدماً جداً وكان لديه في عام 1973 جيش من المبشرين سمي (يهود من أجل المسيح) (www.jewsforJesus.org)، وفي عام 1978 كان هناك ما يقارب من 10000 يهودي أمنوا بالمسيح.

 

ولغاية عام 1998ومن خلال تكتيكات نشطه لتلك المنظمة كان هناك ما يقارب من ربع مليون يهودي يعتبرون أنفسهم مؤمنين بالسيد المسيح، وهو أنجاز كبير اذا أخذنا بعين الإعتبار بأن عدد يهود العالم لا يتجاوز ال 13 مليون. ومع ذلك فإن المعركة لم تنتهي، وقام الحبر اليهودي بينتزيون كارفييتز في عام 1998 بتشكيل منظمة معاكسة تهدف إلى إرجاع هؤلاء اليهود المتنصرين إلى حضيرة اليهودية واسم تلك المنظمة هي Jews for Judaism (www.jewsforJudaism.org).

 

أما الوجه الأحدث لهذا الصراع فهي منظمة يهود من أجل الله Jews for Allah وموقعها على شبكة الإنترنت هو (www.Jews-for-Allah.org)، وقد أسسها محمد غنيم. وبالرغم من أن إمكانيات مؤسسة يهود من أجل المسيح تفوق بشكل كبير مؤسسة يهود من أجل الله (والتي احتفلت مؤخراً بذكرى تأسيسها الأول) فإن الفارق يتقلص بشكل مضطرد يوماً بعد يوم سواء بالإمكانيات المادية أو بعدد زوار موقعها على شبكة الإنترنت، وسوف ينشر كتابين من قبل هذه المؤسسة قريباً.

 

كثير من اليهود الذين إعتنقوا الإسلام يحاولون إخفاء تلك الحقيقة  لأسباب تتعلق بأمنهم الشخصي، وهو الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان تقدير عدد اليهود أو ما يسمى ب يهود من أجل الله. مع الأخذ بعين الإعتبار بأن هناك الآف من اليهود سجلوا كمعتنقين للإسلام بعد إسلام الحبر شاباتي زائيفي وأتباعه في عام 1950.

بعض المتشددين من أحبار اليهود وحتى من المسلمين وقسيسي النصرانية يرون في هذه المنظمات كمنظمات متعدية لا بل بأنها لا سامية. وبالرغم من هذا الجدل فإن الأغلبية الساحقة من الناس ترى في هذه المنظمات كمنظمات تجسر شقة الخلاف بين اليهود والأمم الأخرى.

 

خطابات هذه المنظمات:

كل من الثلاث منظمات المذكورة تحاول جذب ما يمكن من اليهود إلى دعوتها من خلال إستراتيجيات وشعارات بارعة ومختلفة.  وهذه المحاولات هي بالحقيقة سلمية لأبعد الحدود ومحببة لكونها على نقيض محاكم التفتيش، الحملات الصليبية أو مذابح الهلوكوست. وكل من هذه المنظمات تستخدم مفهومها حول المسيح عليه السلام لمصلحة دعوتها.

قال السيد روسين مؤسس منظمة يهود من أجل المسيح "إنهم ليسوا يهود صائبين، بل هم آثمين مهتدين تصادف أن يكونوا يهوداً"، وشعار هذه المنظمة الرئيس هو "وجدنا لنجعل من المسيح المخلص قضية غير قابلة للتجنب من قبل شعبنا اليهودي في كافة أنحاء العالم"، وتقوم هذه المنظمة بنشر شعارات مثل "كن أكثر يهودية، آمن بالمسيح"، "تربى المسيح في بيت يهودي" و"كل شيء تريد معرفته عن السيد المسيح... ولكنك تخشى من سؤال الحبر". وتقوم هذه المنظمة بتوزيع الكتب، أشرطة الكاسيت، وأخيراً وفي شهر نيسان من عام 2001 قاموا بنشر شريط فيديو بعنوان "قصص المخلص" وكل هذه الوسائل توزع بين ضحايا الهولوكوست!.

 

أما منظمة يهود من أجل اليهودية  فهي تفتخر بإنها المنظمة النشطة الأولى والوحيدة في العالم التي تقاوم تبشير اليهود من قبل منظمات تملك الملايين. والأهداف الأساسية الثلاث لهذه المنظمة هي: التعليم المحافظ، إعادة توحيد العائلات، وجلب اليهود إلى الحضيرة. وفي صفحتهم على الإنترنت ينشرون شهادات يهود كانوا سابقاً من أعضاء يهود من أجل المسيح، وكذلك ينشرون مواد ضد مثل المسيحية.

 

أما منظمة يهود من أجل الله فهي في الجوهر سند لللمنظمتين السابقتين، فهي تقوم بمساعدة منظمة يهود من أجل اليهودية برفض تاليه السيد المسيح عليه السلام، وبالمقابل فإنها عون لمنظمة يهود من أجل المسيح عن طريق تعزيز صورة سيدنا عيسى بأنه هو المسيح، وهو ما علمنا إياه القرآن وأكده. وتقوم هذه المنظمة، وأيضاً تقوم هذه المنظمة بتسوية الخلاف بين اليهود أنفسهم على ضوء القرآن الكريم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ)، آل عمران، آية 23.

 

أما خطاب منظمة يهود من أجل المسيح فهو(قبول مفهوم مسيحية سيدنا عيسى عليه السلام مع رفض مفهوم الثالوث"، واحد شعاراتها هو نجمة داود فوق هلال مع كلمات تقول (اليهودية والإسلام، صورة واحدة خلقت في السماء)، أما مواد هذه المنظمة فهي مجموعة من القواسم المشتركة بين الإسلام واليهودية، هذا بالإضافة إلى شهادات بعض من اعتنقوا الإسلام من المنظمتين السابقتين. وهذه المنظمة وجدت في وقت نحن أحوج ما نكون للحوار بين الإسرائليين والمسلمين.

كل من الثلاثة أديان تقدم حقائق ومصداقية، بالرغم من أن الدراسة الموضوعية المخلصة تثبت بإن الإسلام هو الأكثر صدقية وأنه جاء كدين مكمل للديانتين التي سبقتاه، وكمسلمين مكلفين من الله فإننا مأمورين بأن نفرض الحق على المخطئين.