واجب المسلمين في دعوة اليهود إلى الإسلام

 

لقد أمرنا لأكثر من سبعة عشر مرة في القرآن الكريم بدعوة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) تحديداً إلى طريق الله. مثلاً:

 

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران، آية 64.

 

( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيد عَلَى مَا تَعْمَلُونَ) آل عمران، آية 98.

 

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، آل عمران، آية 99.

 

وبالإضافة إلى العشرات من الأوامر الإلهية لنا لدعوة غير المسلمين، فقد وجهنا الله إلى محاورة اليهود والنصارى.

 

النبي محمد صلى الله عليه وسلم قام شخصياً بهداية بعض اليهود إلى الإسلام:

 

فقد حدثنا الصحابي الحصين بن سلام كيف أنه أسلم وجاء إلى الرسول وطلب منه إخفاءه ودعوة اليهود إلى الإسلام، وجاء أشراف اليهود وحثهم الرسول صلى الله عليه وسلم على قبول دعوة الإسلام ولما وجد منهم إعراض سألهم عن موقع الحصين بن سلام فيهم وما أجابوه بأنه من أشرفهم علماً ومكانةً، وعندما سألهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ردة فعلهم إن أسلم الحصين، فأجاب اليهود بأنه لا يمكن أن يقوم بذلك على الإطلاق.

وفي هذه اللحظة خرج عليهم الحصين وحثهم على ترك تكبرهم وقبول الإسلام وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لأن صفته موجودة في كتابهم المقدس...

 

أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعوثاً لهداية اليهود:

 

قام الرسول صلى الله عليه وسلم ببعث مسلمين لهداية يهود خيبر وقال لهم بأن الله سيجزيهم أفضل الجزاء على ذلك.

 

أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ لدعوة اليهود إلى الإسلام:

 

قام الرسول صلى الله عليه وسلم ببعث سيدنا معاذ إلى اليمن وقال له بما معناه بأنه ذاهب إلى أهل كتاب ويجب عليه أن يدعوهم أولاً إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، وعندما يقبولوا بالله رباً طلب منه أن يشرح لهم شعائر الإسلام من صلاة وزكاة... الخ.

 

وخلاصة الأمر، إن تخاذلنا وتشاؤمنا وإفتقارنا إلى الثقة في أنفسنا كان نتيجته هو وجود إسرائيل سدادة في عنق عالمنا الإسلامي.

 

بعض المسلمين يخلقون الأعذار لعدم دعوة اليهود إلى الإسلام:

 

يقوم بعض أخوتنا المسلمين بالإستشهاد بالآية القرانية التالية حتى لا يناقشوا دينهم مع اليهود، ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون، آية 6.

وما يجهله أولئك الأخوة هو أن تلك الآية الكريمة جاءت تعنيفاً للكفار الذين يحاولون إضلال المؤمنين وبالتالي ليست لها علاقة باليهود، فكما أسلفنا هناك العديد من الآيات الكريمة التي تحثنا على مجادلة أهل الكتاب من أجل هدايتهم إلى الصراط المستقيم.

 

ويقول بعض المسلمين "اليهود لن يهتدوا" أو "صعب للغاية هداية يهودي". إن المنظمة التبشيرية النصرانية Jews for Jesus إستطاعت أن تحول حوالي ثلاثمائة ألف يهودي إلى النصرانية، لقد عانى اليهود الأمرين من الصليبيين والمحارق التي اقترفت بأيد مسيحية، وتقدم النصرانية شرائع موسى على أنها أسمال وتوافه وبالرغم من كل ذلك فإنه ولغاية الآن استطاع المسيحيون تحويل ما يقارب من نصف مليون يهودي إلى النصرانية، فإذاً لماذا من الصعب تحويل يهودي إلى الإسلام؟

 

بعض المسلمين يقولون "قد يغضب اليهودي إن حاولت هدايته"، لقد أمرنا الله بأن نتحدث ونترفق بدعوتنا وأن تكون وسائلنا لطيفة وعذبه، وليس وسائل هجومية.. والحقيقة فإن ما يغضب منه اليهودي هو شيء مختلف، إنهم يغضبون عندما نحاول أن ننزعهم من يهوديتهم، وقد علم الله ذلك وأخبرنا(...آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) العنكبوت، آية 46، فالإنسان يمكن أن يكون يهودياً (كقومية) ومسلم في آن معاً، وفوق ذلك فإن الإسلام وبشكل مبسط هو دين مكمل لليهودية.

 

بعض المسلمين يقولون "أنا مشغول ولا أجد الوقت الكافي"، إن الإسرائليين المرعوبين (بسبب جهلهم للإسلام) يقومون بهدم بيوت المسلمين، ويجبرون المسلمين للوقوف لساعات طويلة أمام نقاط التفتيش ويقومون بإعتقال المئات من المسلمين. إن الوقت المهدور في إعادة بناء إحد تلك البيوت، أو المهدور على نقاط التفتيش أو المهدور في السجون هو وقت أكثر من كاف. لذا فإن لم نعط اليهود بعض الوقت لهدايتهم فإنهم سيهدرون أكثر منه، أو لربما يأخذون أعمارنا كاملة لأنهم متفوقون علينا بالأسلحة ويملكون الرؤوس النووية. أعتقد بأنك يا أخي المسلم لديك بعض وقت الفراغ لإبطال تلك الخرافات التي يحملها اليهود عن الإسلام، أليس كذلك؟

 

بعض المسلمين يقولون "أقتلوا جميع اليهود"، ويقول عز وجل: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّه سَرِيعُ الْحِسَابِ)آل عمران، آية 199. ومع أننا نؤكد على حقنا في القصاص (العين بالعين)، ولكن وبالمقابل فإنه من واجبنا دعوة اليهود إلى الإسلام، وهكذا لن نحتاج إلى القصاص منذ البداية، فيهودي مسلم هو بالتأكيد خير من يهودي مقتول، ويهودي مهتدٍ هو أخ أو أخت لنا في الإسلام وسوف يهدي يهود آخرين للإسلام... عندما إعتنق  الحبر الأسبق شابّيتاي زائيفي الإسلام فإن الآف من أتباعه دخلوا الإسلام معه. كم من مهتد إلى الإسلام سينتج عن قتل يهودي؟

 

أعمل واجبك بشكل تام مائة بالمئة، واتبع أوامر الله.

لا يتجاوز عدد اليهود عن الثلاثة عشر مليون في جميع أنحاء العالم، وبالمقارنة هناك 1.3 بليون مسلم، فمقابل كل يهودي هناك مئة مسلم، وبالتالي فإن هداية يهودي واحد ستكون مثل هداية مئة شخص غير مسلم إلى الإسلام... وكما بشرنا سيدنا محمد، فإن الله سيجزينا خير الجزاء على ذلك. لذا فأعط الأمر كامل جهدك.

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَال إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت، آية 33.

 

أنت مدعو للإستفادة من المواد الغنية في موقعنا http:/www.jew-for-Allah.org، ونشرها حيثما تشاء شريطة عدم استغلال تلك المواد لأهداف تجارية، وقد كتبت المقالات- من قبل يهود أعتنقوا الإسلام أو من مسلمين المولد- تحديداً من أجل هداية اليهود إلى الإسلام.